رؤيا المنابر
وأما المنابر فإنها تؤول بالسلطان والملك والوصي والإمام والعالم فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فإنه يؤول فيهم والصعود عليها لمن يليق بالولاية فإنه ينالها ولمن لا يليق بها ليس بمحمود
ومن رأى: أنه يتكلم على منبر بما لا يليق فإنه يشتهر بمصيبة ومعصية، وإن تكلم بما يليق فإنه خير وبركة
الشيخ عبد الحميد كشك (عالم وداعية مصري)
الشيخ عبد الحميد كشك (عالم وداعية مصري) درس في الأزهر الشريف وكلية أصول الدين، ولقد تم تعيينه كإمام في عدد من مساجد الأوقاف.
حيث أصبح بعدها خطيب له اسم لامع، ولقد لقب بفارس المنابر، وعاش الشيخ كشك يخطب بشجاعة ولا يخاف في الحق لومة لائم رغم تعرضه للاعتقال، وموته وهو في ظل الإقامة الجبرية.
الشيخ عبد الحميد كشك (عالم وداعية مصري)
اسم الشيخ كشك علم في المنابر المصرية، فلقد كان الرجل صاحب صوت قوي في الحق، وفيما يلي أهم المعلومات عنه:
- الاسم كاملًا: عبد الحميد عبد العزيز محمد كشك.
- ولد عام ١٩٣٣م في بلدة شبراخيت، بمحافظة البحيرة.
- كان الشيخ كشك ابن لأبوين تملك الفقر منهما.
- فقد بصره وهو بعمر السادسة بعدما أصيب بالرمد.
- حفظ القران الكريم كاملًا عندما كان يدرس في المعهد الديني بالإسكندرية.
- عمه كان الشيخ عبد الفتاح الذي كان يعمل كمأذون للبلدة.
- ألقى أول خطبة في حياته وهو في عمر السادسة عشر، وكانت وقتها في المسجد البحري.
- التحق بعد ذلك الشيخ كشك بالأزهر الشريف، وبعدما أتم هذه المرحلة بتفوق، التحق بكلية أصول الدين، وتفوق في الدراسة بها كذلك.
- عمل على تفسير كتاب الله بشكل مبسط وجديد من نوعه.
شاهد أيضا: أبرز الكتب عن دور المرأة في المجتمع
منهج الشيخ كشك
كان للشيخ كشك منهج فريد من نوعه في تفسير القرآن الكريم، حيث:
- كان يبدأ التفسير بإعطاء مقدمة عن السورة، وتتميز بأنها مقدمة صغيرة.
- يذكر بعد ذلك مكان نزول السورة، وعدد الآيات، والكلمات، والحروف، وفضل السورة نفسها.
- كذلك يشرح المقصود بالسورة بصورة موجزة.
- يذكر كذلك المتشابهات من آيات السورة داخل السورة نفسها وخارجها.
- يهدد آيات السورة ومناسبة الآيات التي قبلها.
- بعد ذلك يشرع في تقسيم السورة إلى عدة مقاطع معتمدًا على موضوع كل مقطع، ويضع لكل مقطع عنوان.
- عندما كان يبدأ في تناول تفسير الآية يوضح المفردات التي يغلب عليها الصعوبة، وكان يقدم الشرح المناسب لها، مع الاهتمام بذكر مناسبة الآية.
- كان في تفسيره ينقل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة، وكبار علماء الأمة.
كتب عبد الحميد كشك
كان الشيخ عبد الحميد كشك إنتاج غزير، فلقد ترك أثره في الكثير من المؤلفات، ومنها على سبيل المثال:
- كتاب حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا: وهذا الكتاب يحمل دعوة للمسلمين بأن يراقبوا ويحاسبوا أنفسهم، كما تحدث فيه عن بعض المسائل الشرعية مثل عذاب القبر.
- كتاب فرسان المنابر: وفي هذا الكتاب اجتهد الشيخ في توضيح أصول الدعوة الإسلامية، والمقومات التي لابد أن يكون عليها الدعاة.
- كتاب هنا مدرسة محمد-صلى الله عليه وسلم- الخطب المنبرية: كان محور اهتمام هذا الكتاب شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولاسيما رحلته في الإسراء والمعراج.
- كتاب فتاوى الشّيخ كشك: تحدث في هذا الكتاب عن الكثير من القضايا العقائدية، ومنها المجالس والميراث، ويوم القيامة، والبرزخ وغيرهم.
اقرأ أيضا: كتب عن مدرسة براغ
دروس ومحاضرات في حياة الشيخ كشك
دارت حياة الشيخ كشك حول الدروس والمحاضرات العلمية، فترك لنا الآلاف منها، ونذكر فيما يلي بعضها:
- جدد السفينة فإنّ البحر عميق: ويذكر في تلك الخطبة ظروف قيامة الساعة الكبرى والصغرة.
- وانبعاث عظام العباد من القبور، والمحاسبة على كل الأعمال التي اقترفها الإنسان في الحياة الدنيا.
- من دروس الهجرة: ألقاها الشيخ كشك عام 1977م، وذكر فيها أسباب هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيفية حدوث الهجرة والأحداث المحيطة بها.
- الاستغفار: وفي هذا الدرس يشرح الشيخ كشك كيف يمكن للاستغفار أن يكون منقذ لعباد الله من الذنوب.
كيف أثرت أراء الشيخ كشك عليه؟
كان الشيخ كشك أسد من أسود المنابر في فترة السبعينات، وذلك اللقب أطلق عليه لأسباب نناقشها فيما يلي:
- ذاع صيت خطب الشيخ كشك في فترة السبعينات بفضل الجراءة التي تميز بها.
- أصبح للشيخ جمهور في أنحاء الوطن العربي.
- كان الشيخ يزلزل المنابر بنقد الساسة والقادة، ولا يخاف إلا الله.
- تلك الجراءة التي تحلى بها جعلته يدخل في صدام دائم مع القادة ومع الشخصيات العامة كذلك.
- كانت له أراء متشددة ضد الفن والفنانين.
- تعرض للاعتقال والكثير من المشكلات التي وصلت إلى حد الإقامة الجبرية، حتى وفاته في التسعينات.
وفاة الشيخ كشك
بعد عمر حافل من قول الحق فوق منابر الرب، توفي الشيخ عبد الحميد كشك، حيث:
- توفاه الله في يوم 25 رجب لعام 1417 هجريّا، الموافق ٦ سبتمبر من عام 1996م.
- مات الشيخ وهو في بيته، وقيل أنه كان يصلي.
- رُويَ عن أبناءه أنّه في أخر أيامه، كان يتحرك في البيت، فيقف عند عامود معين، يتأمل مستقبل وحال الأمة الإسلامية، ويتألم مما سوف يحدث.
- أوصى الشيخ كشك ابنه بتسليم الأمانات التي كانت لديه لأصحابها، وكأنه يستعد للقاء ربه.
- أخبر زوجته رؤية قبل وفاته، وهو أنه قد مات، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقوم بتغسيله.
- وتكمل زوجته أنه بعدما أخبرها بهذه الرؤية ذهب للصلاة، ولم يخرج بعدها، فتوفاه الله ساجدًا في غرفته.