النياحة
وأما النياحة: فمن رأى كأن موضعا يناح فيه، وقع في ذلك الموضع تدبير شؤم يتفرق به عنه أصحابه وقيل أن تأويل النوح الزمر، وتأويل الزمر النوح
كيفية التعامل مع من وقع في الكبائر والتوبة منها
كيفية التعامل مع من وقع في الكبائر والتوبة منها، في زمن الفتن هذا الذي نعيبه، وليس لزماننا عيبٌ سوانا، كثُرت الذنوب والمعاصي، وارتكاب الكبائر.
لذا يتساءل العديد من المسلمين حول الكيفية التي يجب القيام بها مع هؤلاء الذين وقعوا في الكبائر (أسأل الله- عز وجل- أن يتوب عليهم ويردهم إليه ردًّا جميلًا).
لذا، تابعوا موقع مقال للتعرف على كيفية التعامل مع من وقع في الكبائر والتوبة منها.
ما هي الكبائر في الشريعة الإسلامية؟
- الكبائر هي جمع كبيرة، وهي عبارة عن جميع ما كَبُرَ من المعاصي وكل ما عَظُمَ من الذنوب.
- كما اختلف الفقهاء في وضع ضابط محدد للكبائر، لكن الذي تم الاتفاق عليه أن الكبائر عبارة عن كل الذنوب والمعاصي، التي حددت لها الشريعة الإسلامية عقوبة في الحياة الدنيا.
- على سبيل المثال: حد السرقة، والزنا، وشرب الخمر – أو توعدت عليها بنارٍ أو بلعنةٍ أو بغضبٍ أو بعذابٍ – على سبيل المثال: الربا، وعقوق الوالدين، وما إلى ذلك.
- أيضًا ورد في الحديث: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((أكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وقَوْلُ الزُّورِ، – أوْ قالَ: وشَهَادَةُ الزُّورِ))، [صحيح البخاري: 6871].
ما هو موقف أهل الكبائر يوم القيامة؟
بينما أهل الكبائر الذين هم من أهل السُنَّة والجماعة لا يخلدون في النار (أعادنا الله- عز وجل- منها) بإذن الله- عز وجل.
وأنه من كان مستحقًا منهم أن يدخل النار ودخلها، فإن الله- عز وجل- سيخرجه منها إن شاء الله- عز وجل-، برحمته ومغفرته، وشفاعة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، وشفاعة الشافعين، وذلك عقب أن ينال نصيبه من العذاب (نسأل الله السَّلامة).
-
- أيضًا الدليل على ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الشفاعة الطويل: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه.
- كما قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((… ثُمَّ أعُودُ فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ.
- فأقُولُ: يا رَبِّ أُمَّتي أُمَّتِي، فيَقولُ: انْطَلِقْ فأخْرِجْ مَن كانَ في قَلْبِهِ أدْنَى أدْنَى أدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمَانٍ، فأخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فأنْطَلِقُ فأفْعَلُ))، [صحيح البخاري: 7510]؛
- أيضًا هو الأصل عند أهل السنة والجماعة؛ لكن يجب علينا أعزاءي القرَّار، ألَّا نركن إلى هذا الأمر ونقول الله سينقذنا.
- كذلك إنما يجب تجنب هذه الكبائر، حيث أنها أجرم الآثام التي من الممكن أن يرتكبها الشخص طبقًا للشريعة الإسلامية.
- فقد قال- تعالى-: «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا»، [النساء: 31].
- أيضًا ورد عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ))، [صحيح مسلم: 233].
اقرأ أيضًا: دعاء كفارة الكبائر الكبرى والصغرى
ما هي أبرز الكبائر التي اتفق عليها الفقهاء؟
كذلك اختلف الفقهاء في تحديد عدد الكبائر، فذهب بعضهم إلى أنها سبع، وذهب البعض إلى أنها سبعين، وذهب آخرون إلى أنها سبعمائة.
كما قال البعض أنها تلك التي تتفق الشرائع على تحريمها، وسنقوم الآن بذكر أبرز الكبائر التي اتفق عليها الفقهاء.
وهي كالتالي:
-
- الشرك بالله، والعياذ بالله.
- كما أن قتل النفس التي حرم الله إلَّا بالحق.
- عقوق الوالدين.
- ترك الصلاة.
- منع الزكاة.
- ارتكاب الزنا.
- اللواط.
- الربا.
- أكل مال اليتيم.
- الكذب على الله- تعالى- وعلى رسوله- صلى الله عليه وسلم.
- شهادة الزور.
- شرب الخمر.
- المقامرة.
- قذف المحصنات.
- السرقة.
- قطع الطريق.
- أيضًا اليمين الغموس، وهو الحلف بالله- عز وجل- كذبًا مع العلم والقصد.
- الظلم.
- الكذب في غالب الأقوال.
- الحكم بغير ما أنزل الله.
- تشبه النساء بالرجال والعكس.
- الديوث.
- عدم التنزه من البول.
- الخيانة.
- كذلك التعلم للدنيا وكتمان العلم.
- المنان.
- التجسس.
- النميمة.
- اللعن.
- أيضًا تصديق الكاهن والمنجم.
- نشوز المرأة على زوجها.
- إيذاء الجيران.
- كذلك غش الإمام للرعية.
- أيضًا الأكل والشرب في آنية الذهب أو الفضة.
- لبس الحرير والذهب للرجال.
- الجدل والمراء.
- بالإضافة إلى ذلك نقص الكيل والميزان.
- الأمن من مكر الله.
- تكفير المسلم.
- ترك صلاة الجمعة والصلاة مع الجماعة.
- المكر والخديعة.
- كذلك سب أحد من الصحابة.
- النياحة على الميت.
- تغيير منار الأرض.
- الواصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة.
- الإلحاد في الحرم.
- إفطار رمضان بغير محذر.
- وأخيرًا ترك الحج مع الاستطاعة.
كيف تتعامل مع من وقع في الكبائر؟
-
- كما يجب على المسلمين أن يتعاملوا مع من وقع في الكبائر بنصيحتهم لهم، ودعوتهم إلى الاستغفار وعودتهم إلى رشدهم.
- حيث أن في ذلك امتثالًا لقوله- تعالى-:«كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»، [آل عمران: 110].
- أيضًا يجب أيضًا على المسلمين أن يدعو مرتكبي الكبائر إلى التوبة لله- عز وجل- وعدم العودة إليها مرَّةً أخرى.
- كما يجب أن يذكِّروهم بعقاب الله- جل وعلا- وسخطه عليهم في الدنيا والآخرة، وعذابهم في النار يوم القيامة، إذا لم يتوبوا.
كيف تتوب من الكبائر؟
-
- كما تكون التوبة من الكبائر عن طريق أداء كفَّارة هذه الكبائر، وذلك بالنسبة إلى الكبائر التي لها عقوبة في الدنيا كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر.
- علاوة على ذلك يتم تكفيرها عن طريق إقامة الحدود المقدَّرة فيها كما رأى جمهور الفقهاء ذلك.
- فقد ورد عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- أنه قال: ((كُنَّا عِندَ النبيِّ- صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فِي مَجلسٍ فَقَال: «تُبَايُعُونِي عَلىَ أَنْ لَا تُشرِكُوا بِاللهِ شَيئًا، وَلَا تَسرِقُوا وَلَا تَزنُوا – قَرَأَ عَليهِم الآيَة -، فَمَنْ وَفَى مِنْكُم فَأَجرُه عَلىَ الله.
- وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيئًا فَسترَه اللهُ- عَزَّ وَجَلَّ-، فَهُوَ إِلى الله إِنْ شَاءَ عَذَّبهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ»))، [صحيح النسائي: 5017].
- أيضًا فقد قال- تعالى-: «إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا»، [النساء: 48].
- أيضًا بالنسبة إلى الكبائر التي عقوبتها تكون في الآخرة، فإن التوبة النصوحة تُكفَّرها بمشيئة الله- عز وجل.
- وكذلك الإكثار من الاستغفار والإنابة إلى الخالق- سبحانه وتعالى-، والاستكثار من الطاعات، وذلك لقوله- تعالى-: «وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا»، [الفرقان: 71].
-