حلم و تأويل رؤيا أمثلة على الرؤى

حلم و تأويل رؤيا أمثلة على الرؤى

أمثلة على الرؤى:
‏وهذا الجزء سأتحدث فيه عن امثلة لبعض رؤى الرسول صلي الله علية وسلم وبعض رؤى الصحابة رضي الله عنهم , وأبدأ. برؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
‏(‏أ) رؤى الرسول صلي الله علية وسلم :
‏وألفت هنا إلى حديث عائشة المتفق عليه الذي رواه البخاري في صحيحه قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلي الله علية وسلم من من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرئ رؤيا إلأ جاءته مثل فلق الصبح ). (1)
‏وقد جاء في رواية آخرى الرؤيا الصالحة , والصادقة والصالحة بمعنى واحد بالنسبة لأمور الآخرة في حق الأنبياء.
‏وأما بالنسبة لامور الدنيا , ‏فالصالحة تختلف عن الصادقة; إذ أن الصالحة اخص , فرؤيا الأنبياء كلها صادقة , وقد تكون صالحة وهي الآكثر, وقد تكون غير صالحة بالنسبة للدنيا كما وقع في رؤياه يوم أحد حين رأى رؤيا وعبرها بقتل في اصحابه.
‏وشبهها بفلق الصبح دون غيره, لأن شمس النبوة كانت الرؤيا مبادي أنوارها، فما زال ذلك النور يتسع حتى اشرقت الشمس فمن كان باطنه نوريا كان في التصديق بكريا كا ‏بي بكر, ومن كان باطنه مظلمأ كان في التكذيب خفاشا كأبي جهل , وبقية الناس بين هاتين المنزلتين كل منهم بقدر ما اعطي من النور. (2)

ومن الأمثلة على رؤى الرسول صلي الله علية وسلم المثال التالي:

(أ – 1) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال: “دخلت الجنة فرايت قصرا من ذهب. قلت: لمن هذا . قالوا: لشاب من قريش , فظننت اني أنا هو قالوا: لعمر بن الخطاب”. (3)
‏وهذا الحديث جاء في رواية آخرى:” بينما أنا نائم رأيتني في الجنة” وقوله : ” قالوا : لعمر ” القائل: جبريل ومن معه من الملا ئكة” وقد جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله علية وسلم : “بينما أنا نائم رأيتني في الجنة , فإذا امرأة تتوضأ الى جانب قصرى فقلت , لمن هذا ؟ قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا” . فبكى عمر رضي الله عنه وقال : عليك أغار يا رسول الله صلي الله علية وسلم ؟
‏وفي رواية عند الامام أحمد : قال ابو هريرة : فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلي الله علية وسلم و قال عمر: بأبي انت يا رسول الله , أعليك أغار ؟ والوضوء هنا من الوضاءة وهي النظافة والحسن اذ أن الجنة ليست دار تكليف, ‏وقد ذكر ابن حجر (4)أن المرأة التي شاهدها الرسول بجانب القصر هي أم سليم
‏وكانت في قيد الحياة حينئذ فرأها النبي صلي الله علية وسلم في الجنة الى جانب قصر عمر فيكون تعبيره أنها من أهل الجنة لكون الرائي هو رسول الله صلي الله علية وسلم , وكونها إلى جانب قصر عمر ففيه إشارة الى آنها تدرك خلافته وكان كذلك .

‏(أ – 2 ‏) وعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلي الله علية وسلم قال : “بينما انا نائم اذ رايت قدحا اتيت به فيه لبن , فشربت منه حتى اني لأرى ألري يجري في اظفاري” ثم اعطيت فضلي عمر بن الخطاب” . قالوا : فما أؤلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : “العلم “. (5)
‏وهنا أؤل الرسول صلي الله علية وسلم اللبن بالعلم وقد ربط بعض العلماء بين اللبن والعلم بقوله : اللبن رزق يخلقه الله طيبأ بين أخباث من دم وفرث كالعلم نوره يظهره الله في ظلمة الجهل , فضوب به المثل في المنام كما أن الذي خلص اللبن من بين دم وفرث قادر على أن يخلق المعرفة من بين شك وجهل ويحفظ العمل عن غفلة وزلل .
‏وفي الحديث أن علم النبي صلي الله علية وسلم بالله لا يبلغ أحد درجته فيه, لأنه شرب حتى رآى الري يخرج من أطرافه , وأما اعطاؤه فضل عمر ففيه إشارة إلى ما حصل لعمر بالله , بحيث كان لاياخذه في الله لومة لائم . (6)

‏(أ – 3 ‏) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله علية وسلم “ارئتك في المنام ثلاث ليال ، جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك . فأكشف عن وجهك فإذا انت هي , فأقول :أن يك هذا من عند الله يمضه ” . متفق عليه واللفظ للبخاري) .(7)
‏ومعنى: سرقة من حرير: لباس أو قماشى آبيض من الحرير.
‏ويلاحظ في المثال الأول والمثال الثالث من رؤى الرسول صلي الله علية وسلم أن الرسول صلي الله علية وسلم لم يعبرهما لعمر ولا لعائشة , ففهم اذا آنها من الرؤي التي تكون فيها الرؤيا على وجهها وظاهرها لا تحتاج الى تعبير ولا تفسير , وقد ذكر ابن حجر في شرحه لحديث ابن عمر ورؤيته للنار أن بعض الرؤى لا يحتاج الى تعبير. (8)
‏آما رؤيا عبد الله بن عمر فقد عبر الرسول صلي الله علية وسلم الرؤيا حين أول شرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه اللبن بالعلم