تفسير سورة الهمزة للأطفال، سورة الهمزة هي سورة أنزلت مكة، وقد أنزلها الله جل علاه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونزلت بعد نزول سورة القيامة.

وتعد سورة قصيرة، ومن السهل حفظها للأطفال، إذ  تتكون من تسع آيات.

وتقع في الجزء الثلاثين، وترتيبها رقم مائة وأربعة في ترتيب السور في القرآن الكريم، واليوم نقدم لكم تفسير ميسر لسورة الهمزة للأطفال.

سبب تسمية سورة الهمزة 

• إن عند التفكر العميق في معنى تلك السورة سوف تعلم سبب تسميتها بصورة واضحة للجميع.
  • وهذا يظهر بوضوح في مطلع الأية الذي بدأ بالتحذير من الهمز واللمز، في قوله تعالى،”وَيْلٌ لكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ.
• وقال سعيد بن جبير، وقتادة: “الهمزة هو الذي يأكل لحوم الناس ويغتابُهم، واللمزة: الطعان عليهم.
• وقال ابن زيد: “الهمزة هو الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم.
• وقد حذر الله بالعذاب الشديد لمن يهمز ويلمز، كما توارد في الآية السابقة، ومن هنا يصبح سبب تسميتها بهذا الاسم واضحًا،    سبب نزول سورة الهمزة
  • إن فضل سورة الهمزة مثل كل سور القرآن الكريم وفضلها يماثل فضلهم.
    • وإن القرآن جميعه خير وقراءة آياته من أفضل الأعمال التي يمكن للإنسان أن يكسب بها رضا الله جل علاه.
    • ويفوز بثوابه، كما أن القرآن الذي يشفع لأصحابه يوم القيامة.
    • فقد ذكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “اقْرَؤوا القرآنَ، فإنَّهُ يأتِي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابهِ”
  • إن سورة الهمزة هي من السور التي تحمل تشريعات إلهية في غاية الحكمة.
    • وقد قامت بإرشاد البشر إلى حرمة الهمز واللمز في دين الإسلام، وألحت على أن العمل الصالح هو الباقي من هذه الدنيا، وجمع المال والمباهاة به تفنى مع فناء هذا الكون.
    • قال تعالى: “الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ.
    • ولهذا تعد سورة الهمزة دعوة خفية للمداومة على الصالحات الباقيات فهن أفضل جزاء وأفضل عملًا.

  معاني الكلمات المذكورة بسورة الهُمزة 

  سبب نزول هذه السورة لم يتفق عليه قطعًا، ولم يتم التأكد تحديدًا لمن نزلت هذه السورة.

  ولكن من الأكيد أنها نزلت لتنهر كل من يهمز ويلمز، وسوف نفسر معانيها بصورة مبسطة لأطفالنا البسطاء:

  • ويل: يستعمل هذا اللفظ في الذم والتقبيح، ويعني الخزي والعذاب، ويقصد به هنا التحذير من سوء هذا الفعل الذي يأتي بعد كلمة ويل.
  • الهمزة اللمزة: هم الأشخاص الذين يتلذذون في السخرية من الناس، والتنمر عليهم.
    • أو يذمون في أعراضهم، ويكشفون ستر عيوبهم، ويحطون من أعمالهم.
  • أصل كلمة الهمز: أي الكسر، وأصل كلمة اللمز: الطعن.
  • عدده: أي كرر تعداد أمواله، تعلقًا وفرحًا بها.
  • أخلده: بمعنى أبقاه في الحياة الدنيا خالدًا مخلدًا.
  • النبذ: التجنب أو إبعاد الشيء بغرض إهانته وتحقيره.
  • الحطمة: بمعنى ما يتبقى من كسر الشيء، ويقال رجل حطمة.
    • بمعنى أنه شديد لا يبقي على شيء والمقصود بها هنا؛ نار الجحيم التي تقوم بتحطيم العظام وتأكل اللحوم.
  • تطلع على الأفئدة: تغطي القلوب وتعلو عليها.
  • مؤصدة: مطبقة مغلقة.
  • العمد: المفرد منها عمود.
  • ممددة: بمعنى أنها تمتد طولًا من أول الباب إلى آخره.

   شرح سورة الهُمزة المفصل

  • وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ”: بمعنى أن الله يحذرنا بالعذاب الشديد.
    • ومن سوء فعل الهمز والذي معناه أن تحرك تعابير وجهك بسخرية تقصدها على شخص ما دون ملاحظته أو بها.
    • وبه تقوم بالإشارة إلى عيب أو نقص في ذلك الشخص مباشرةً، واللمز أيضًا هو التحدث عن الناس واغتيابهم بسوء القول.
  • الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ”: وذكر الله عز وجل صفة أخرى قبيحة تستحق الذم.
    • والتحذير وهي جمع المال وشح العطاء أو البخل، وأن تكون كل متعة الشخص في الحياة جمع المال وعده، والتفاخر به بمبالغة.
      • يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ”: يتعجب الله عز وجل من اعتقاد هؤلاء بأن المال وقاية لهم من الموت أو الفناء كسائر البشر.
        • ولكنها لا تحميه ولا تعصمه من غضب الله عليه أو الموت.
      • كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ”: إن من يجمع المال بتلك الطريقة يجب عليه أن يتعظ.
        • وأن يعد نفسه لمفارقة تلك الحياة، وأنه سيعاقب على كل صغيرة وكبيرة يفعلها في الدنيا في الآخرة.
        • وسوف يلقى في النار التي تحطم وتأكل كل ما تطاله، ليصبح ذليلًا بعد أن كان متكبرًا في الدنيا.
      • وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ”: تم استخدام ما أداة استفهام بغرض التهويل، وتعظيم عذاب جهنم التي لا يتخيلها شخص منهم.
      • نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ”: ونسب الله عز وجل النار له، وأنه من انشأها لعقاب السيئين، ووصفها بـ الموقدة لشدة قوة نيرانها.
      • الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ”: ويكتمل وصف النار بكونها تتطلع وتعلم ما في صدور البشر أي قلوبهم.
        • وتعلم خباياهم، وتلتهم قلوبهم بنيرانها، ومن المعروف أن قلوب البشر أرق أعضاء الجسم.
      • وتم ذكر القلوب دون سائر الأعضاء نظرًا لكونها موطن النوايا السيئة والحسنة.
        • وأنها العضو الذي إذا طاله أي ضرر يتألم له كل أعضاء الجسم، ولهذا تم ذكره دون سواه.
      • إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ”: أي أنها مثل الباب المقفل عليهم، ولا مخرج لهم منها أبدًا.
      • فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ”:تؤكد ذكر صفة ممددة بأن تلك الأبواب الموصدة لها تحيطهم بكل ناحية، وفيها وصف الخروج بالشيء المستحيل.

      ماذا يجب أن يتعلم الأطفال منها

      تعلم سورة الهمزة العديد من الدروس لأطفالنا، والتي ينبغي علينا زرعها في أبنائنا منذ الصغر، ومن هذه الدروس:

      • إن السخرية من الآخرين فعل سيء لا يجب علينا فعله بأي صورة حتى لو كان بابتسامة.
        • أو كلمة نقولها دون انتباه لأن الله حرمها علينا، ولأنها ستؤذي مشاعر الآخرين.
        • وأن ما تريد أن يعاملك به الآخرون يجب أن تعاملهم به أولًا، وهذا حتى لا يعاملوك أيضًا بسخرية واستحقار.
      • عدم التقليل من شأن الآخرين حتى لو كانوا أقل منزلة في الثروة أو العمل.
        • لأن هذا شكل من أشكال الكبر الذي نهانا عنه الله عز وجل.