هل يجوز التيمم من الجنابة لصلاة الفجر؟

التيمم يعوض عن الاغتسال في حالات معينة، فيما يلي عرض لحكم تيمم الجنب لصلاة الفجر:

• يجب على المسلم الطهارة من الجنابة، عن طريق الاغتسال حتى يتمكن من أداء كافة الفرائض.
  • فمن صلى وهو جنب دون اغتسال فقد أرتكب إثم عظيم.
  • وذلك استناداً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تقبل صلاة بغير طهور”، أحل الله التيمم في بعض الحالات.
  • حيث يلجأ المسلم إلى التيمم في حالة عدم وجود ماء أو عند وقوع ضرر من استخدام الماء للاغتسال.
  • أي أنه شرط أساسي للقيام بالتيمم هو غياب الماء.
• أكدت دار الإفتاء المصرية أنه في حالة عدم توافر الماء الساخن في البرد القارس.
  • ولا توجد وسيلة تمكن من تسخين الماء وخاف المسلم من الاغتسال بالماء البارد.
  • نظراً لخطورته في ذلك الوقت في هذه الحالة يجوز التيمم والصلاة بدل الاغتسال وصلاته صحيحة.
  • وذلك استناداً لما فعله عمرو بن العاص في أحد الغزوات، حيث أصابته الجنابة في ليلة قارسة البرودة.
  • فتيمم وصلى ولما رجع من الغزوة سأل النبي الكريم عن ذلك، موضحاً له خوفه من البرد الشديد.
  • وذلك استناداً لقول الله تعالى” ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ” فتبسم له النبي ولم يأمره بالإعادة.
• يرى الفقهاء إن في حالة وجود الماء والقدرة على تسخينه في الليالي الباردة، يجب الاغتسال لا التيمم.
  • إذا تيمم المسلم وقتها فصلاته باطلة ووقع في الإثم وعليه الاغتسال.
• يرى الكثير من العلماء إن إذا خشي المسلم من الاغتسال، حتى لا تفوته صلاة الجماعة أو صلاة الفجر وهو جنب في هذه الحالة.
  • يجب عليه الاغتسال حتى وإن فاتت صلاة الجماعة، ويصلي في البيت لوجوب الاغتسال وتوفر الماء اللازم.

اقرأ أيضاً: هل يجوز قول اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

آراء الأئمة الأربعة

اختلف الفقهاء في تحديد جواز التيمم من عدمه، خشية أن يفوت المسلم صلاة الفجر وفيما يلي عرض لأهم هذه الآراء:

رأي الحنفية

• رأوا الحنفية أنه لا يجوز التيمم إذا خشى المسلم فوات موعد الصلاة، سواء كانت صلاة الفجر أو الجمعة أو النوافل.
• كما أوضح وجوب الاغتسال فإن فاتت صلاة الفجر يصليها صبحاً، وإن فاتت صلاة الجمعة يصليها ظهراً.
• واستثنى من ذلك صلاة الجنازة فإذا فاجأت المسلم صلاة جنازة، وهو جنب يجوز له التيمم وأدائها.

رأي الشافعية

• ذهب الشافعية إلى عدم جواز التيمم مطلقاً، حتى وإن كانت صلاة جنازة أو صلاة العيدين لوجود الماء.
  • كما أوضح إن غياب الماء هو شرط حدوث التيمم فقط.
  • حيث يقوم بالاغتسال ثم يصلي ما فاته من صلاة في البيت.

رأي المالكية

قالوا المالكية أنه يجوز التيمم، إذا خاف المسلم من فوات صلاة الفجر أو الجماعة ولا يجوز التيمم لصلاة الجمعة ويجب الاغتسال.

رأي الحنابلة

• ذهب الحنابلة إلى عدم جواز التيمم إلا إذا كان المسلم مسافر.
• وكانت الماء في مكان آخر بعيد عنه.
  • ويخشى أن يضيع وقت الصلاة فيمكن أن يتيمم في هذه الحالة وصلاته صحيحة.

ما هو التيمم؟

هو أحد أنواع الطهارة التي تعوض عن الوضوء أو الغسل، وذلك في حالة غياب الماء أو كان استخدام الماء يسبب ضرر للمسلم.

كيفية التيمم

أوضح الفقهاء والعلماء كيفية التيمم، يمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

• يبدأ المسلم بالبسملة وينوي التيمم ثم يقوم بمسح وجهه ويديه بالتراب، حيث يقوم بمسح الوجه أولاً.
  • ثم اليدين يبدأ باليد اليمنى ويمرر عليها التراب من الكف إلى المرفق
  • ثم ينزل إلى الرسغ وذلك باستخدام اليد اليسرى ثم يكرر هذه الخطوة مع اليد اليسرى.
• رأى المالكية والحنابلة أن يقوم المسلم بضربة واحدة أي يأخذ حفنة واحدة من التراب، ويمسح بها الوجه واليدين معاً ولا يشترط مسح اليد إلى المرفق.
  • وذلك استناداً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا”.
  • ثم ضرب النبي ضربة واحدة للأرض وقام بمسح كلاً من وجهه وكفيه.
• حدد الحنفية والمالكية الضربات المجزأة، بأنها ضربتان الأولى يمسح بها الوجه والثانية يمسح بها اليدين إلى المرفق.
  • حيث يرى الكثير من العلماء إن هذا الرأي هو الرأي الأصوب.

كيفية التيمم في المنزل

أكد الفقهاء بجواز التيمم في المنزل وفيما يلي عرض لكيفية حدوثه:

• يمكن للمسلم التيمم في المنزل عن طريق الغبار المتواجد على الأثاث.
• ذهب العديد من الفقهاء إلى جواز التيمم بالغبار باعتبار الغبار والتراب شي واحد.

الأشياء التي يجوز التيمم بها

أوضحت دار الإفتاء المصرية الأشياء التي يجوز التيمم بها وهي كالتالي:

• التراب من الأرض، وذلك استناداً لما فعله الرسول وأصحابه الكرام.
• الحجارة والرخام حيث أوضح الحنفية والمالكية، بجواز التيمم بهما باعتبارها جزء من الأرض.
• الغبار المتواجد على الحوائط أو الملابس أو على الإسفنج، حيث أكد الفقهاء بجواز ذلك.

شروط التيمم

قامت دار الإفتاء المصرية بتوضيح، هل يجوز التيمم من الجنابة لصلاة الفجر مع ذكر بعض الشروط التي يجب توافرها ونذكر منها:

• يشترط لقيام المسلم بالتيمم عدم توفر الماء نهائياً أو أن يكون في البرية والصحراء
  • حيث يصعب وجود ماء فيها استنادا لقول الله تعالى” فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً “.
• يمكن للمسلم التيمم في حالة وجود ماء بارد مع عدم توفر وسيلة للتسخين لأن استخدامه في هذه الحالة يسبب الضرر والأذى.

• يلجأ المسلم للتيمم في الحالات المرضية التي توجب عدم استخدام الماء مثل الجراحة أو بعض الأمراض.
• يفضل التيمم في حالة وجود ماء غير كافي حيث تترك الماء للشرب أو الطبخ أوغيرها.
• يختلف الفقهاء في تحديد جواز التيمم إذا خاف المسلم أن يفوته موعد الصلاة
  • لكن ذهب أغلب الفقهاء أنه لا يجوز التيمم في هذه الحالة.
  • ويفضل الاغتسال بدل التيمم ويصلي في البيت.

مفسدات التيمم

للتأكد من صحة التيمم ينبغي معرفة الأمور التي تبطله وهي كالآتي:

• يعد التيمم باطلا في حالة توفر الماء، فهذا يعني زوال السبب الرئيسي لحدوث التيمم فإذا وجد المسلم الماء أثناء الصلاة عليه الاغتسال بالماء.
  • ثم يصلي ولكن إذا وجدت الماء بعد الصلاة فلا يجوز إعادتها.
• يتيمم المسلم في حالات مرضية وعند زوال هذا العرض يبطل التيمم وعليه الاغتسال.
• يحدث التيمم بدل الاغتسال من الحدث الأكبر، عند تكرار حدوثه يبطل التيمم.
• يختلف الفقهاء في تحديد مكروهات التيمم، فقد كره الشافعية استخدام التراب بكثرة وكذلك تكرار التيمم ونفض التراب عن اليدين بعد إتمام التيمم.
  • بينما كره المالكية المسح أكثر من مرة وكثرة الحديث أثناء التيمم.
  • وينبغي ذكر الله كثيراً أثناء التيمم بينما كره الحنابلة تكرار الضرب أكثر من مرتين.
  • وكذلك تكرار المسح ونفخ التراب.