هل هناك علاقة بين صدق الحديث وصدق الرؤيا ؟
حلم و تأويل رؤيا هل هناك علاقة بين صدق الحديث وصدق الرؤيا ؟
يقول صلى الله عليه وسلم (( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ….)) _ الحديث _ (الفتح _ 12/406 )
جوابه في قوله: (( وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ))
فهناك علاقة قوية، لأن من كثر صدقه تنوّرَ قلبهُ وقويَ إدراكُه فترسخ فيه المعاني على وجه الصحة هذا سبب،
والسبب الثاني: أنَّ مَن كان غالب حاله الصدق في اليقظة استصحب ذلك في نومه فلا يرى إلاَّ صدقاً وهذا بخلاف غيره كالكاذب أو الذي يَخْلِطُ الصدقَ بالكذب، فإنه يؤثر هذا الكذب على قلبه فيَفْسُد ويُظْلم فلا يرى إلاَّ تخليطاً وأضغاثاً، وهذا قد يأتي ما يخالفه أحياناً وإن كان نادراً فيرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، كما وضحنا من رؤية الملك، والصحابي الذي رأى رأسه قطع، كما وضحنا من رؤية الملك، والصحابي الذي رأى رأسه قطع ويعدو أمامه، لكن ما ذكرته هنا هو الأغلب، والله أعلم
ولذلك والله أعلم، فصدر هذه الأمة أحسن حالاً وأقوالاً ولذا كانت رؤاهم لا تكذب ثم الذين من بعدهم قلّ عندهم الدِّين والتمسك بالفضائل وهؤلاء أصدقهم حديثاً، والله أعلم.
وقد سبق أن قلنا: أنَّ المراد بتقارب الزمن، أي قربه من يوم القيامة، والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان هي: أنَّ المؤمن في ذلك الوقت يكون غريباً كما في الحديث:
(( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً )) _ أخرجه مسلم،
( أنظر شرح مسلم للنووي _2/176)
وفيه يقلُّ أنيسُ المؤمن ومُعينُه في ذلك الوقت، فيكرم بالرؤيا الصادقة
( ابن حجر _12/206 )
فتكون له تسليةً وأنيساً مع غلبة الكفر والجهل وقلّه عدد المؤمنين.