ما هي قبلة المسلمين، القبلة هي الوجهة التي يتجه إليها المُصلي عند الصلاة، فما هي قبلة المسلمين، وهل لم يعرف المسلمون سوى قبلة واحدة أم أنها طرأت تحويلات على القبلة؟ كل هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها خلال مقال اليوم عبر موقع مقال 

ما هي قبلة المسلمين الأولى وما مكانتها؟ تحويل القبلة فی المنام

• كان المسجد الأقصى هو أول قبلة توجه إليها المسلمون، وذلك في العصر المكي أي قبل الهجرة النبوية، وقد امتثل الرسول والمسلمون للأمر الإلهي الذي أمرهم باستقبال المسجد الأقصى في صلاتهم كقبلة لهم.
• للمسجد الأقصى مكانة عظيمة ليس لأنه أول قبلة للمسلمين فحسب، بل لأنه ثالث الحرمين الشريفين، ومنه كان معراج النبي إلى السماء السابعة في ليلة الإسراء والمعراج.
• تعتبر الكعبة المشرفة في مكة هي القبلة التي اتخذها نبي الله إبراهيم، لذلك كانت لدى الرسول صلى الله عليه وسلم أمنية بأن تصبح الكعبة قبلة للمسلمين، حتى تتميز أمة الإسلام عن الأمم التي حرفت في دينها.
• كان الرسول يرجو أن تصبح الكعبة المشرفة قبلة المسلمين حتى يخالف قبلة اليهود، كما أنه إذا أصبحت الكعبة قبلة المسلمين فقد يكون هذا سببا في استمالة قلوب العرب إلى الدخول في الإسلام.

الهجرة النبوية وتحويل القبلة تحويل القبلة فی المنام

• أتى أمر الله إلى النبي بالهجرة من مكة إلى المدينة، وذلك بعد اشتداد أذى الكفار للمسلمين خاصة بعد وفاة أبي طالب عم الرسول، وامتثل الرسول لأمر الله فهاجر إلى المدينة وشيدت المساجد وشرع الأذان.
• لم تخبو أمنية الرسول في فؤاده، فقد ظل يرجو أن تتحول القبلة إلى الكعبة المشرفة، وبعد الهجرة بنحو 17 شهر نزل أمين الوحي جبريل إلى الرسول في ليلة النصف من شعبان ليبشره بتحقق أمنيته.
• يصف القرآن حال النبي ورغبته في التوجه إلى الكعبة في صلاته، كما يصف ما قام جبريل بإبلاغه للنبي، وذلك في قوله تعالى:” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام “.

متى تم التحول إلى القبلة الجديدة؟

• من المرجح أن أول صلاة استقبل فيها النبي الكعبة كانت صلاة العصر، وقيل أن أحدا من المصلين الذين صلوا خلف الرسول مر على قوم وهم راكعون فنبههم إلى تغيير القبلة فحولوا وجهتم على الفور.
• بدأ خبر تحول القبلة ينتشر بين المسلمين، إلا أنه قد تأخر بعض الشيء حتى بلغ أهل قباء عند الفجر، وبذلك أصبحت الكعبة قبلة المسلمين الجديدة.

ردود أفعال المسلمين واليهود حول تحويل القبلة

• بعد أن عرفنا ما هي قبلة المسلمين، سوف نتطرق إلى ردود الأفعال حول تغيير القبلة، فهل تقبل المسلمون الأمر، أم أن الارتياب قد تسلل إلى نفوسهم.
• تعددت ردود الأفعال حول تحويل القبلة خاصة وأن مثل هذا الحدث لم يكن معتادا، فالمؤمنون أدركوا الحكمة الإلهية من تغيير القبلة فعلموا أنها اختبار من الله لهم، أما أصحاب العقيدة الهشة فقد أصابتهم الريبة.
• استغل اليهود تحويل القبلة وبدأوا يشككون في شريعة الإسلام، الأمر الذي جعل المسلمين يخشون من أن تحبط صلواتهم السابقة حتى أنزل الله في كتابه “وما كان الله ليضيع إيمانكم” أي أن الصلوات السابقة مقبولة.

الحكمة الإلهية من تحويل القبلة

• وفقا لأقوال أهل العلم فإن تحويل القبلة جاء لينفي مزاعم اليهود الذين كانوا يقولون بأن النبي قد يشاركهم في دينهم كما شاركهم في قبلتهم.
• جاء تحويل القبلة ليعلن عن سيطرة العرب في الحجاز بعد أن كانت اليد العليا لبني إسرائيل الذين كانوا مقيمين في بيت المقدس والشام.

وبهذا نكون قد بلغنا نهاية مقال اليوم، والذي عرفنا من خلاله ما هي قبلة المسلمين، وذكرنا الأمور المتعلقة بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، كما تطرقنا إلى الحكمة الإلهية من وراء ذلك.